موضوع أعجبني الكوليرا في موشا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
موضوع أعجبني الكوليرا في موشا
وأنا أريد أن أتوقف معك هنا عند هذه الصفحات التي سجل فيها حكاية الكفاح الذي قاده ضد وباء الكوليرا, كذلك الكفاح المعاكس الذي قاده الأهالي دفاعا عن هذا الوباء, وهو الأمر الذي لن نجد له نظيرا الا في تلك المقاومة المجيدة التي قادها الأهالي دفاعا عن الدجاج, أخوتنا في المسكن والمأكل, سواء كانت حاملة للانفلونزا أو غير حاملة لها, والوسائل المدهشة التي ابتكروها معرضين أنفسهم للاصابة بالمرض الذي أودي بحياة الكثيرين منهم.
والذي حدث انه في مستهل صيف1902 كانت الكوليرا قد تفشت بين الحجاج في مكة فقضت علي الآلاف وبينهم كثير من المصريين, فلما عاد الحجاج كان بينهم عمدة قرية صغيرة اسمها(موشا) علي مقربة من أسيوط يسكنها حوالي أربعة آلاف من الأهالي وتقوم علي مرتفع, أثناء الفيضان تمتليء الحياض من حولها وتصبح مثل جزيرة معزولة. وكان هذا العمدة قد جلب معه عشر صفائح من ماء زمزم بعدما كان لحقها ميكروب الكوليرا, ولما وصل العمدة الي البلدة وزع الماء علي الأهالي والأحبة فصبوه في آبارهم للتبرك,
وماهي الا ساعات الا وراحت تحصدهم حصدا, في ذلك الوقت كان يندر أن تجد طبيبا مصريا متخصصا في مكافحة الأوبئة, وكان الدكتور نجيب محفوظ وصل متطوعا الي القرية التي كانت محاصرة, في نفس الوقت الذي كان المجلس العسكري منعقدا لمحاكمة جندي مهد لأحد الأهلين أن يخرج من البلدة نظير بيضة مشوية أخذها كرشوة, وقد حكم علي هذا الجندي بضربه أربعين جلدة وحبسه ستة أشهر,
وقد توجه نجيب محفوظ الي هناك وقت صلاة الجمعة والناس محتشدون, ووقف علي عتبة الجامع وأفهمهم بأن الكوليرا التي أودت بحياة كثير من أعزائهم يرجع سببها الي أن بعض الآبار تلوثت, فاذا وصلت هذه المياه الي الأمعاء كان منها القيء والاسهال الذي يقضي علي المصاب في أيام معدودات, وقد طهرت الحكومة مااستطاعت من الآبار, وهناك بقية أخفاها الأهلون خوفا من التلف وهذا وهم, وسنبحث عما تبقي منها لتطهيرها حتي ينقشع الوباء باذن الله.
فماذا فعل الناس بعد هذه الخطبة العصماء؟ لقد تفننوا في اخفاء آبارهم الملوثة, وهو يخبرنا كيف أن الأهالي كانو يخفونها بأن يضعوا عليها ألواحا قديمة من الخشب,وكانوا يفرشون فوق الألواح حصيرا باليا, ثم يغطون الحصير بالتراب, وأنه لم يكن يصل الي اكتشافها الا بأن يقرع أرض المنزل بنبوت نائب العمدة الذي كان يرافقه, فاذا كان صدي القرع أصم علم بأن ليس هناك بئر, وان كان الصدي رنانا يأمر بنبش الأرض, وبهذه الطريقة اكتشف من الآبار المخبوءة والمصابة بالوباء حوالي خمسين بئر وهو قام, رغما عن الأهالي بتطهيرها واحدة تلو الأخري.
من كتاب حياة طبيب لإبراهيم أصلان يكتب عن الدكتور نجيب باشا محفوظ
http://ar.wikipedia.org/wiki/نجيب_باشا_محفوظ
والذي حدث انه في مستهل صيف1902 كانت الكوليرا قد تفشت بين الحجاج في مكة فقضت علي الآلاف وبينهم كثير من المصريين, فلما عاد الحجاج كان بينهم عمدة قرية صغيرة اسمها(موشا) علي مقربة من أسيوط يسكنها حوالي أربعة آلاف من الأهالي وتقوم علي مرتفع, أثناء الفيضان تمتليء الحياض من حولها وتصبح مثل جزيرة معزولة. وكان هذا العمدة قد جلب معه عشر صفائح من ماء زمزم بعدما كان لحقها ميكروب الكوليرا, ولما وصل العمدة الي البلدة وزع الماء علي الأهالي والأحبة فصبوه في آبارهم للتبرك,
وماهي الا ساعات الا وراحت تحصدهم حصدا, في ذلك الوقت كان يندر أن تجد طبيبا مصريا متخصصا في مكافحة الأوبئة, وكان الدكتور نجيب محفوظ وصل متطوعا الي القرية التي كانت محاصرة, في نفس الوقت الذي كان المجلس العسكري منعقدا لمحاكمة جندي مهد لأحد الأهلين أن يخرج من البلدة نظير بيضة مشوية أخذها كرشوة, وقد حكم علي هذا الجندي بضربه أربعين جلدة وحبسه ستة أشهر,
وقد توجه نجيب محفوظ الي هناك وقت صلاة الجمعة والناس محتشدون, ووقف علي عتبة الجامع وأفهمهم بأن الكوليرا التي أودت بحياة كثير من أعزائهم يرجع سببها الي أن بعض الآبار تلوثت, فاذا وصلت هذه المياه الي الأمعاء كان منها القيء والاسهال الذي يقضي علي المصاب في أيام معدودات, وقد طهرت الحكومة مااستطاعت من الآبار, وهناك بقية أخفاها الأهلون خوفا من التلف وهذا وهم, وسنبحث عما تبقي منها لتطهيرها حتي ينقشع الوباء باذن الله.
فماذا فعل الناس بعد هذه الخطبة العصماء؟ لقد تفننوا في اخفاء آبارهم الملوثة, وهو يخبرنا كيف أن الأهالي كانو يخفونها بأن يضعوا عليها ألواحا قديمة من الخشب,وكانوا يفرشون فوق الألواح حصيرا باليا, ثم يغطون الحصير بالتراب, وأنه لم يكن يصل الي اكتشافها الا بأن يقرع أرض المنزل بنبوت نائب العمدة الذي كان يرافقه, فاذا كان صدي القرع أصم علم بأن ليس هناك بئر, وان كان الصدي رنانا يأمر بنبش الأرض, وبهذه الطريقة اكتشف من الآبار المخبوءة والمصابة بالوباء حوالي خمسين بئر وهو قام, رغما عن الأهالي بتطهيرها واحدة تلو الأخري.
من كتاب حياة طبيب لإبراهيم أصلان يكتب عن الدكتور نجيب باشا محفوظ
http://ar.wikipedia.org/wiki/نجيب_باشا_محفوظ
baker56- عدد المساهمات : 47
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/05/2009
رد: موضوع أعجبني الكوليرا في موشا
باشكرك على الموضوع
وعلى قصه لاول مرة فى حياتى اعرفها
لكن ايه السبب اللى يخلى اهل القريه يخبوا الابار الموبوئة
لان مش معقول يكونا عارفين انها موبوئة ويخبوها
وعلى قصه لاول مرة فى حياتى اعرفها
لكن ايه السبب اللى يخلى اهل القريه يخبوا الابار الموبوئة
لان مش معقول يكونا عارفين انها موبوئة ويخبوها
المدير العام للمنتدى- Admin
- عدد المساهمات : 69
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/04/2009
رد: موضوع أعجبني الكوليرا في موشا
لعلهم إعتقدوا أن آبارهم أصبحت مباركة بصب بعض من مياه زمزم فيها. وأن تطهيرها يعني فقدانها للبركة, ولم يقبلوا أبدا أن مياه زمزم يمكن أن تحمل معها أمراضا, وقد سمعت الشيخ القرضاوي حين سألوه هل يمكن أن تتلوث مياه زمزم بالميكروبات ؟ فأجاب أنه لايوجد ما يدل على أنها مقدسة وهي بمكن ان تتلوث وتنقل الامراض
ولذا ننصح الحجاج والمعتمرين الذين ينقلون ماء زمزم أن يأخذوها من مصدر نظيف ويحفظوها في أوعية نظيفة
ومن المعروف أن وباء الكوليرا في1902 قد إجتاح أماكن كثيرة في مصر وكانت موشا هي بؤرة المرض ومصدرة. وقد كان جدي يؤرخ دائما بالكوليرا ويحكي أن عائلات كتيرة قد فنيت في هذا الوباء. وأن الجمال كانت لاتتوقف ليلا ونهارا عن الذهاب للجبل لدفن الموتى. وقد مات من مصر حواي 45الف في هذا الوباء
ولذا ننصح الحجاج والمعتمرين الذين ينقلون ماء زمزم أن يأخذوها من مصدر نظيف ويحفظوها في أوعية نظيفة
ومن المعروف أن وباء الكوليرا في1902 قد إجتاح أماكن كثيرة في مصر وكانت موشا هي بؤرة المرض ومصدرة. وقد كان جدي يؤرخ دائما بالكوليرا ويحكي أن عائلات كتيرة قد فنيت في هذا الوباء. وأن الجمال كانت لاتتوقف ليلا ونهارا عن الذهاب للجبل لدفن الموتى. وقد مات من مصر حواي 45الف في هذا الوباء
baker56- عدد المساهمات : 47
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/05/2009
مواضيع مماثلة
» موضوع أعجبني
» موضوع أعجبني
» غرق 4 من موشا
» اخبار موشا
» سؤال محتاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااج لجواب
» موضوع أعجبني
» غرق 4 من موشا
» اخبار موشا
» سؤال محتاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااج لجواب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى